دبي. ماي مول
تستعد وكالة الفضاء الأمريكية ناسا لإطلاق مهمة أرتميس 2، أول رحلة مأهولة حول القمر منذ أكثر من خمسة عقود، مع نافذة إطلاق مبدئية مقررة في فبراير 2026. وتأتي هذه الخطوة ضمن برنامج أرتميس الطموح، الذي يهدف إلى إعادة البشر إلى القمر وإقامة وجود مستدام على سطحه في المستقبل القريب.
ووفقا لتقارير بي بي سي نيوز، لن تشمل مهمة أرتميس 2 هبوطا على سطح القمر، لكنها ستكون أكثر رحلات الفضاء البشرية طموحا منذ مهمة أبولو 17 عام 1972، إذ سيطير أربعة رواد فضاء في رحلة مدتها عشرة أيام حول القمر على متن مركبة أوريون الفضائية، ليكونوا أول بشر يخرجون عن مدار الأرض المنخفض منذ أكثر من 50 عاما، ويصلون إلى نقطة تبعد حوالي 9200 كيلومتر وراء القمر.
الطاقم المشارك في الرحلة يتكون من ريد وايزمان، فيكتور غلوفر، كريستينا كوتش من ناسا، وجيريمي هانسن من وكالة الفضاء الكندية. وخلال الرحلة، ستقطع كبسولة أوريون أكثر من 230,000 ميل من الأرض، فيما ستجري اختبارات على أنظمة دعم الحياة والاتصالات وتقنيات حرجة للهبوطات المستقبلية.
وقالت لاكيشا هوكينز، نائبة المدير المساعدة المؤقتة في ناسا، خلال مؤتمر صحفي: “لدينا جميعا مقعد في الصف الأمامي لمشاهدة التاريخ”.
وسيبدأ إطلاق المركبة عبر نظام إطلاق الفضاء SLS، حيث ستعمل الدفعات الصاروخية الصلبة والمرحلة الأساسية على رفع أوريون إلى مدار الأرض، ثم سيرتفع النظام الكريوجيني المرحلي بالمركبة إلى مدار أعلى. بعد ذلك، سيقوم الطاقم بإجراء تدريب تحريكي يدوي يُعرف باسم “الباليه الفضائي” للتحضير لإجراءات الإرساء المستقبلية مع أنظمة الهبوط القمري.
خلال الرحلة، سيعمل رواد الفضاء كطيارين وكموضوعات اختبار في الوقت نفسه، إذ سيجري العلماء تجارب بيولوجية على عينات دم الطاقم، وزراعة أورغانويدات، وهي هياكل نسيجية مصغرة، لدراسة تأثير الجاذبية الدقيقة والإشعاع على الجسم البشري.
وقالت د. نيكي فوكس، رئيسة قسم العلوم في ناسا: “لن أقوم بتشريح رائد فضاء، لكن يمكنني دراسة هذه العينات الصغيرة لمعرفة الفرق الذي تحدثه الرحلة الفضائية”.
بعد اكتمال الطواف حول القمر، ستبدأ أوريون رحلة العودة إلى الأرض التي تستغرق أربعة أيام، على أن تهبط وحدة الطاقم في المحيط الهادئ قبالة ساحل كاليفورنيا.
وتعد أرتميس 2 الخطوة التحضيرية لمهمة أرتميس 3، التي ستعيد البشر إلى القمر. ومن أبرز التحديات أمام البرنامج، اعتماد مركبة سبيس إكس ستارشيب كهبوط قمري، إذ لم تحقق المركبة بعد رحلات مدارية منتظمة، مما قد يؤثر على الجدول الزمني لنقل رواد الفضاء إلى سطح القمر وإعادتهم.
مع اقتراب موعد الإطلاق، يترقب العالم هذا الحدث التاريخي الذي سيعيد البشرية إلى رحلات ما وراء مدار الأرض بعد أكثر من خمسين عاما، مع اختبار تقنيات جديدة قد تحدد مستقبل استكشاف الفضاء البشري.