أبوظبي. ماي مول
كشف الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، أنه اعتمد بشكل كبير على نموذج الذكاء الاصطناعي شات جي بي تي في تربية طفله حديث الولادة، واصفًا التجربة بأنها “لا تُقدّر بثمن”.
وخلال ظهوره في أولى حلقات بودكاست “OpenAI” الجديد، تحدث ألتمان، الذي رُزق بمولود يبلغ من العمر الآن ثلاثة أشهر، عن رحلته في عالم الأبوة.
وأشار إلى أنه “مغرم جدًا بالأطفال” وأنه كان يوجّه أسئلة مستمرة إلى شات جي بي تي حول سلوك الرُضّع وتطورهم في الأسابيع الأولى من الحياة، بحسب تقرير نشره موقع “تك كرانش” واطلعت عليه “العربية Business”.
وقال ألتمان: “من الواضح أن الناس كانوا يربّون أطفالهم قبل ظهور شات جي بي تي، لكن لا أعرف كيف كنت سأفعل ذلك بدونه”.
وبينما لا يبدو هذا التصرف غريبًا مقارنةً بمحركات البحث التقليدية مثل “غوغل”، إلا أن استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تربية الأطفال يفتح بابًا واسعًا للنقاش، خصوصًا مع التحديات المعروفة مثل هلوسة الذكاء الاصطناعي أو تقديم معلومات غير دقيقة.
ومع ذلك، يرى البعض أن استخدام شات جي بي تي لا يختلف كثيرًا عن الغوص في منتديات الأبوة على “فيسبوك” أو متابعة نصائح الغرباء على الإنترنت. فبحسب تجربة العديد من الآباء، تبقى الخيارات محدودة في ساعات الليل المتأخرة حين يصعب إيجاد إجابات موثوقة.
لكن النقاش لا يتوقف هنا، فقد أبدى ألتمان قلقه من احتمال استخدام الأطفال أنفسهم لنماذج الذكاء الاصطناعي.
واستشهد بمقطع فيديو شهير لطفل صغير حاول التفاعل مع غلاف مجلة كأنها شاشة لمس، قائلًا: “الأطفال الذين يُولدون اليوم سيعتقدون أن العالم لطالما كان مليئًا بالذكاء الاصطناعي الفائق”.
من جانبه، شارك أندرو ماين، المقدم المشارك في الحلقة وخبير التواصل العلمي السابق في “OpenAI”، تجربة طريفة لأحد الآباء الذين استخدموا الوضع الصوتي في شات جي بي تي لإجراء محادثة مع طفله الذي لا يتوقف عن الحديث عن شخصية “توماس القطار”.
وقال ماين مازحًا: “بعد ساعة كاملة، لا يزال الطفل يتحدث مع شات جي بي تي عن توماس القطار”.
وأكمل ألتمان بابتسامة: “الأطفال يعشقون الوضع الصوتي”.
ورغم أن شات جي بي تي لا يُوصى باستخدامه من قبل الأطفال دون سن 13 عامًا، ولا يحتوي على نظام رقابة أبوية حاليًا، فإن الآباء باتوا يستخدمونه بطرق متنوعة لملء الفراغ المعرفي أو الترفيهي.
ومع ذلك، يحذّر ألتمان نفسه من تداعيات الاستخدام غير المنضبط، مضيفًا: “لن تسير الأمور كلها بسلاسة. سنواجه تحديات.. وسيتعين على المجتمع إيجاد حواجز جديدة”.
ورغم التحفظات، يؤمن ألتمان بإمكانات الذكاء الاصطناعي الهائلة، مؤكدًا: “الفوائد ستكون عظيمة، والمجتمعات بارعة في إيجاد طرق لتقليل الآثار السلبية”.
في النهاية، وبينما لا يزال الجدل قائمًا حول ما إذا كان من المناسب أن يتحدث الأطفال إلى نماذج الذكاء الاصطناعي لساعات، فإن تجربة سام ألتمان تقدّم لمحة واقعية عن المستقبل القريب، حيث يُصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من مشهد الأبوة الحديثة.