بسبب طيار ضائع.. حصلت بريطانيا على أهم طائرة ألمانية

أبوظبي. ماي مول

مع بداية الحرب العالمية الثانية، أثار التقدم التكنولوجي الألماني قلق البريطانيين والفرنسيين. فخلال بضعة أسابيع، تمكن الألمان من حسم الصراع ضد البولنديين معتمدين على تفوق دباباتهم وطائراتهم. وقد جاءت تقارير الحرب ببولندا لتزيد من مخاوف لندن وباريس اللتين اتجهتا لكشف أسرار عدد من الأسلحة الألمانية المتفوقة.

طيار مجري على متن طائرة فوكه وولف فو 190

إلى ذلك، مثلت طائرة فوكه وولف فو 190 (Focke-Wulf Fw 190) واحدة من الأسلحة التي أقلقت البريطانيين، حيث تميزت الأخيرة بسرعتها وقدرتها على المناورة. ومع تزايد حيرتهم حول تكنولوجيا هذه الطائرة، حصل البريطانيون بشكل مفاجئ سنة 1942 على نسخة سليمة منها.

نزول بالمطار الخاطئ

خلال شهر آب (أغسطس) 1941، دخلت الطائرة فوكه وولف فو 190 الخدمة بشكل رسمي بالجيش الألماني. وطيلة فترة الحرب، أنتجت ألمانيا آلاف النسخ من هذه الطائرة.

طائرة فوكه وولف فو 190 عام 1944

خلال شهر حزيران (يونيو) 1942، تواجد الطيار الألماني أرمين فابر (Armin Faber) رفقة زملائه بقاعدة مورليه (Morlaix) بالشمال الغربي لفرنسا. ويوم 23 من الشهر نفسه، حصل فابر وزملاؤه على أوامر بالتحليق لاعتراض مجموعة قاذفات قنابل بريطانية من نوع بوسطن. وأثناء هذه العملية، اندلعت مواجهة جوية بين الطائرات الألمانية وعدد من مقاتلات سبيتفاير (Spitfire) البريطانية التي حلت لحماية قاذفات القنابل. وفي خضم المعركة الجوية، فقد الألمان طائرتين من نوع فوكه وولف فو 190، بينما خسر البريطانيون نحو 8 من طائراتهم.

صورة لأرمين فابر

أثناء العملية، انفصل الطيار أرمين فابر عن زملائه وتاه بعد اشتباكات ضارية مع إحدى الطائرات البريطانية. ولوهلة، فقد فابر وعيه قبل أن يستفيق ويستعيد التحكم بطائرته. وفي الأثناء، أخطأ فابر طريقه. وبدل أن يعود أدراجه، حلق الأخير شمالا بدلا من الجنوب وظن أن ويلز هي فرنسا. لاحقا، هبط فابر بطائرته بقاعدة بيمبري (Pembrey) البريطانية وأنزل العجلات وهبط من الطائرة مثيرا ذهول مسؤولي المطار الذين لم يصدقوا المشهد.

كشف أسرار الطائرة

عقب نزوله بالمطار، اعتقل فابر واقتيد للتحقيق قبل أن ينقل فيما بعد لأحد مراكز أسرى الحرب بكندا. وقد ظل هنالك لحدود نهاية الحرب العالمية الثانية.

الأخيرةقصص تاريخيةهكذا حصلت بريطانيا على تكنولوجيا صواريخ هتلر

إلى ذلك، نقل البريطانيون طائرة فوكه وولف فو 190 نحو مختبرات سلاح الجو واتجهوا لتفكيكها وإجراء تجارب عليها بهدف اكتشاف ثغرة بها. ويوم 3 تموز (يوليو) 1942، انطلقت التجارب على هذه الطائرة الألمانية. وعقب دراستها بشكل جيد، تمكن الخبراء البريطانيون من إدخال تحديثات على المقاتلة سبيتفاير التي أصبحت قادرة على مقارعة الطائرة الألمانية فوكه وولف فو 190.

مع اكتمال التجارب عليها، اتجه البريطانيون يوم 13 أيلول (سبتمبر) 1943 لتفكيك الطائرة فوكه وولف فو 190 وإتلافها.